الحيوانات المهددة بالانقراض في الإمارات

الحيوانات المهددة بالانقراض في الإمارات

تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بتراث طبيعي غني وتنوع بيولوجي مميز، يشمل صحراء، جبال، سواحل، وبحيرات، مما جعلها موطناً للعديد من الأنواع الحيوانية المدهشة. ومع ذلك، فإن العديد من هذه الأنواع تواجه تهديدات متزايدة بسبب النشاط البشري، التغيرات المناخية، وفقدان المواطن الطبيعية. تعتبر حماية الحيوانات المهددة بالانقراض في الإمارات جزءاً أساسياً من الجهود البيئية التي تبذلها الدولة للحفاظ على التنوع البيولوجي.

الأنواع المهددة بالانقراض في الإمارات

من بين الأنواع الحيوانية التي تعيش في دولة الإمارات، هناك العديد من الأنواع التي تعد مهددة بالانقراض بسبب عوامل متنوعة مثل الصيد الجائر، فقدان المواطن الطبيعية، وتغير المناخ. فيما يلي نستعرض بعضاً من أهم هذه الأنواع.

1. الطهر العربي (Arabian Oryx)

الطهر العربي هو أحد الرموز الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو نوع من الظباء التي كانت قد انقرضت في البرية في أوائل القرن العشرين. بفضل جهود حثيثة في الحماية والإكثار في الأسر، أعيد إدخال الطهر العربي إلى البرية في الإمارات في عام 1980. ومع ذلك، لا يزال هذا الحيوان مهدداً بسبب التوسع العمراني والصيد غير المشروع. يعتبر الطهر العربي أحد الأنواع الحيوانية المدرجة في قائمة “الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة” (IUCN) ضمن الأنواع المهددة بالانقراض.

2. الفهد العربي (Arabian Leopard)

الفهد العربي هو من أكبر المفترسات البرية في المنطقة، وهو يعيش في المناطق الجبلية الوعرة في الإمارات. ومع تراجع أعداد الفرائس الطبيعية والصيد الجائر، يواجه الفهد العربي تهديدات شديدة. يُعتقد أن هذا النوع أصبح نادرًا جدًا في البرية، حيث يقدر عدد الأفراد المتبقية بحوالي 60 إلى 70 فردًا فقط. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي التوسع العمراني والمشروعات الكبيرة إلى تدمير المواطن الطبيعية للفهد العربي.

3. السلحفاة البحرية الخضراء (Green Sea Turtle)

تعد السلحفاة البحرية الخضراء من الحيوانات المهددة بالانقراض في الإمارات، حيث توجد في المياه الساحلية التي تشهد زيادة في التلوث البشري والنشاط الصناعي. تواجه هذه السلحفاة العديد من التهديدات، بما في ذلك التلوث البلاستيكي، والصيد العرضي في شباك الصيد، وفقدان الشواطئ المناسبة لوضع البيض بسبب الأنشطة البشرية. تسعى دولة الإمارات إلى حماية السلاحف البحرية من خلال برامج إعادة تأهيل وحماية المواقع الساحلية التي تشهد تكاثر السلاحف.

4. البجع الأبيض (Great White Pelican)

البجع الأبيض هو نوع من الطيور المهاجرة التي تزور الإمارات خلال فصل الشتاء. يواجه هذا الطائر تهديدات نتيجة للتغيرات البيئية، وفقدان الموائل المائية بسبب الأنشطة الزراعية والعمرانية. على الرغم من أن الإمارات تتخذ خطوات لحماية هذه الطيور، إلا أن انخفاض أعدادها في بعض المناطق يعتبر مقلقًا.

5. القط البري (Wild Cat)

القط البري في الإمارات يعد من الحيوانات المهددة بالانقراض، نتيجة للأنشطة البشرية التي تشمل الصيد الجائر وتدمير المواطن الطبيعية. يعيش القط البري في المناطق الصحراوية والمناطق الجبلية، ويتغذى على القوارض والطيور الصغيرة. يعتبر هذا النوع من القطط مهددًا في البرية بسبب فقدان الأنظمة البيئية الملائمة له.

6. الغزال العربي (Arabian Gazelle)

الغزال العربي يعد من أبرز الحيوانات البرية في الإمارات، ولكنه أصبح مهدداً بسبب الصيد الجائر وتدمير المواطن الطبيعية. يواجه الغزال العربي تحديات كبيرة في المناطق الصحراوية بسبب التوسع العمراني في الإمارات، وارتفاع درجة الحرارة في الصيف، والذي يجعل من الصعب على هذه الحيوانات البقاء على قيد الحياة. في السنوات الأخيرة، بدأت الإمارات في تنفيذ برامج لإعادة توطين الغزلان العربية في محميات طبيعية.

7. الماعز الجبلي (Mountain Goat)

الماعز الجبلي هو نوع من الحيوانات التي تعيش في المناطق الجبلية الوعرة في الإمارات. على الرغم من أن هذا الحيوان ليس مهددًا بالانقراض بشكل خطير مثل بعض الأنواع الأخرى، إلا أنه يواجه تهديدات نتيجة لتدمير البيئة الطبيعية، الصيد الجائر، والنشاطات السياحية التي قد تؤثر على نظامه البيئي.

8. العقاب النساري (Short-toed Eagle)

يعتبر العقاب النساري من الطيور المهاجرة التي توجد في الإمارات خلال فترات معينة من العام. تواجه هذه الطيور تهديدات متعددة مثل تدمير المواطن الطبيعية وتلوث البيئة. يتم مراقبة أعداد العقاب النساري في الإمارات من خلال برامج مراقبة الطيور البرية، ويُعتبر هذا الطائر من الأنواع المهددة على المستوى الدولي.

أسباب تهديد الحيوانات في الإمارات

هناك عدة عوامل تساهم في تهديد الحياة البرية في الإمارات. من أهم هذه العوامل:

1. التوسع العمراني

تعتبر الإمارات من أسرع الدول نمواً من حيث التوسع العمراني، مما يؤدي إلى تدمير المواطن الطبيعية للكثير من الأنواع البرية. استصلاح الأراضي، بناء المدن، والمشروعات العمرانية الكبرى تؤثر سلباً على البيئة وتقلل من المساحات الطبيعية المتاحة للحيوانات البرية.

2. التغيرات المناخية

تؤثر التغيرات المناخية بشكل كبير على الحياة البرية في الإمارات. ارتفاع درجات الحرارة، وتغير أنماط الأمطار، والجفاف المتكرر، كلها عوامل تؤثر على الأنواع المهددة بالانقراض. تتعرض بعض الحيوانات للصعوبات في التكيف مع هذه التغيرات، مما يؤدي إلى انخفاض أعدادها.

3. الصيد الجائر

على الرغم من أن الإمارات قد فرضت قوانين صارمة لحماية الحياة البرية، إلا أن الصيد الجائر لا يزال يمثل تهديداً رئيسياً للعديد من الأنواع، سواء كان ذلك للصيد الترفيهي أو التجاري. يعد صيد الطيور والحيوانات البرية أحد الأسباب التي تؤدي إلى انقراض بعض الأنواع.

4. التلوث البيئي

يؤدي التلوث البيئي في الإمارات، خصوصًا التلوث البحري والبري، إلى تدهور بيئات الحياة البرية. يؤدي التلوث الناتج عن المواد الكيميائية والنفايات إلى تدهور الأنظمة البيئية التي تعتمد عليها العديد من الأنواع.

جهود حماية الحيوانات المهددة بالانقراض في الإمارات

بفضل التزامها العميق بحماية البيئة، اتخذت الإمارات خطوات كبيرة لحماية الأنواع المهددة بالانقراض. تركز هذه الجهود على الحفاظ على المواطن الطبيعية، تعزيز الأنشطة البيئية المستدامة، وتنفيذ برامج إعادة التأهيل والتكاثر في الأسر. من أبرز هذه الجهود:

1. محمية المها العربي

تعد محمية المها العربي في الإمارات من أهم المشاريع البيئية لحماية الطهر العربي. تعتبر هذه المحمية أكبر المحميات البرية في دولة الإمارات، وتعد ملاذًا للحيوانات المهددة بالانقراض مثل الطهر العربي والغزال العربي.

2. برنامج إعادة إدخال الفهد العربي

بدأت الإمارات في برامج تهدف إلى إعادة إدخال الفهد العربي إلى البرية بعد أن أصبح هذا النوع مهددًا بالانقراض. تشمل هذه البرامج تعزيز بيئات الحياة الطبيعية في المناطق الجبلية ومراقبة صحة الفهود في البرية.

3. برامج التوعية البيئية

تعمل دولة الإمارات على تعزيز التوعية البيئية بين المواطنين والمقيمين، من خلال حملات تعليمية وورش عمل تهدف إلى زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على الحياة البرية. تشمل هذه البرامج المدارس، الجامعات، والمجتمعات المحلية.

الخاتمة

تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة تحولات بيئية كبيرة تساهم في تدهور العديد من الأنواع الحيوانية المهددة بالانقراض. إلا أن جهود الدولة في حماية الحياة البرية، مثل برامج الإكثار في الأسر، حماية المواطن الطبيعية، والتشريعات البيئية، تساهم بشكل فعال في الحفاظ على التنوع البيولوجي. إن استمرار هذه الجهود يتطلب دعمًا مستمرًا من جميع الأطراف المعنية للحفاظ على الحياة البرية في الإمارات للأجيال القادمة.